Sunday, June 22, 2008

العرب الامس واليوم

العرب الامس واليوم
ظاهرةً عجيبة وحدث غريب أن يتحول عرب الجزيرة العربية من قبائل متفرقة متناحرة، تعيش على هامش التاريخ، لا قيمة لها بين جيرانها من القوى العظمى ، إلى أمة جديدة تغير وجه التاريخ وتحطم أمماً وحضارات وتزلزل عروشاً ً، وتقيم حضارة جديدة، وتضع قيماً جديدة وتصهر معادن العرب، وتخلق منهم رجال دولة، وقادةَ جيوش، ومشرعين، وعلماء، وفلاسفة، وأأبطال ، سرعان ما يُخضعون الإمبراطوريات التي كانت تستعبدهم .
كان هذا الحدث العظيم من أعجب الأحداث التي عرفها الجنس البشري في تاريخه على الإطلاق، والسر هو ظهور خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لتبليغ هذه الرسالة التي أحدثت انقلاباً في نفوس العرب والمجتمع الإنساني كله، ولقد كان هذا الانقلاب غريباً في كل شيء، غريباً في سرعته وفي عمقه وفي سعته وشموله وآثاره.
فما كاد الإسلام يظهر حتى اعتنقه المسلمون و انطلقوا في الأرض ينشرون الخير الذي أكرمهم الله به، وأعزهم بعد ذل .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لقد كنا قوماً أذلاء فأعزنا الله بالإسلام".
ولم يمض قرن ونصف منذ ظهور الإسلام سنة 611م حتى أسس المسلمون دولة عالمية عظيمة، إذ انتصروا على أعظم أمم الشرق والغرب وهم الفرس والروم، وفتحوا مصر والشام، كما وصلوا إلى تركستان الغربية؛ بل إلى حدود الصين سنة 36 هـ على يد القائد المسلم "قتيبة بن مسلم" وانتزعوا إفريقية من القوط، بل هددوا فرنسا في الغرب والقسطنطينية في الشرق، وبذلك وضعوا العالم النصراني بين فكي كماشة.
ومخرت أساطيلهم التي بنيت بالإسكندرية وموانئ الشام ومياه البحر الأبيض المتوسط حتى وصلت إلى جزر اليونان، وتحدت الإمبراطورية البيزنطية سيدة البحار.وامتد التوسع الإسلامي في أوروبا حتى توقف إلى حين، بهزيمة عبدالرحمن الغافقي والي أسبانيا على يد "شارل مارتيل" زعيم مملكة الفرنجة في موقعة "بواتيه" قرب مدينة "تور" الفرنسية 110هـ / 733م وهي المعركة المعروفة باسم معركة بلاط الشهداء.
هذه الفتوحات العظيمة لم تكنمن أجل دنيا ولا مال ولا أرض ولا سلطان، ولا من أجل سلب أو نهب أو استعمار، وإنما كانت من أجل هدف أسمى وغاية أرقى إعلاء كلمة الله في الأرض والقضاء على الطواغيت التي عبّدت الناس لها، ولتحرير الأرقاء والشعوب وإخراجها من عبادة الأكاسرة والقياصرة إلى عبادة الله وإخراج الناس من ظلم الأديان المحرفة إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة
، ورد في إجابة ربعي بن عامر إلعجلي , وحذيفة بن محصن إلعجلي, والمغيرة بن شعبة إلعجلي حين أرسلهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلي رستم قائد الفرس وسألهم عن سر مجيئهم وحروبهم، وجه هذا السؤال إلى هؤلاء الأبطال الثلاثة في ثلاثة أيام متوالية فكان الجواب هو:
"الله جاء بنا وهو بعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه، فمن قبله منا قبلناه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه، ومن أبى قاتلناه حتى نفضي إلى موعود الله، الجنة أو الظفر".
كلمات صادقة تعبر عن تاريخ صادق لأمة صادقة ولرجال صنعوا تاريخها المشرق بعد أن صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
ثم عتوا عن أمر ربهم، وهدموا دولة خلافتهم، وصاروا دويلات متفرقة، وعادوا لما نُهوا عنه من التفرق والتناحر، فكانت خسارتُهم مزدوجة، إذ كفروا بعد إيمانهم فأصبحوا مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.وتركوا الحكم بما أنزل الله، فصاروا أمة مخزية، يحكمها شرار الأئمة، فأذلوا شعوبهم، وساموهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
أليس من العأر أن يستبد حكام الخليج والجزيرةُ بالناس والثروات ؟
أليس من العيب أن يقبل سبعون مليوناً من مسلمي أرض الكنانة بحاكم سمسار متآمر على قضايا المسلمين ؟
يرفع بعض علماء الشريعة الإسلامية شعارات المصلحة والعلمنة والوحدة الوطنية ومنع ما يسمى بالفتنة فوق شعار التوحيد وسيادة الشرع، ويرفضون إقامة دولة إسلامية في بلاد المسلمين، “
"يتمنى المرء لو كان من أهل القبور، فبطن الأرض خير من ظهرها.”
أليس منا أن نقول لجميع حكام المسلمين عرباً وعجماً يا ظلمة، لأنهم لا يحكمون بما أنزل الله، والله سبحانه وتعالى يقول: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}؟
‘‘ لماذا نؤيد على استحياء العمل لإقامة دولة الخلافة الإسلامية.?؟
ولماذا نحب الله ورسوله على استحياء؟
ولماذا نعلم أبناءنا القرآن على استحياء؟
ولماذا نتفقه في ديننا على استحياء؟
ولماذا نهاب أن نقول للظالم إنك ظالم
وقد روى الأمام أحمد بسنده عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له إنك ظالم، فقد تُودِّعَ منهم".يعنى بذلك لا تتردوا في أن تقولوا للظالم إنك ظالم، وللفاسق إنك فاسق، وللكافر إنك كافر، وللعاهر إنك عاهر.
وكفى تردداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وكفى بالله عليكم خوفاً من الناس فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
العجلى