" رسالة عاجلة من ابن العلقمي
ما أشبه الليلة بالبارحة.................! .
إلى المالكى وان طال الدهر واسودة وجوه التتر الي الذي لم يجمعنا لقاء ولا زمان ولا مكان، الى الذي حذي حذو جده ابن العلقمى ، إلى رافضى العقيدة وباغض أهل السنة عموماً والصحابة خصوصاً.
من أجل إحياء الدولة الرافضيه فى بغداد وإعادة حق قائم آل محمد المسلوب منذ مئات السنين على أرض العراق، أني أقدم لك تجربتة جدك السفيه في الوصوال الى ا لحكم ولا شك أنك تعرفه جيداً، وقرأت عنه، ودرست سيرته اخلاقه وغدره وحقده وتقيته ، بل أنا متأكد أنك قد اقتديت به واتبعت سبيله ومنهجه فى تحقيق غايات اعداء المسلمين ، و سأحكى لك مقطعا من قصة غدره وحقده لك ولغيرك ممن قد لا يعرفونها …
هو محمد بن أحمد بن على بن محمد العلقمى، المشهور تاريخياً [U][I][B] بابن العلقمى[/B][/I][/U]
ولد بالكرخ معقل الروافض ببغداد سنة 593هجرية، ونشأ بها على تعاليم التشيع التى تعلمه بغض أهل السنة وتكفير الصحابة خاصة أبى بكر وعمر، وحلم منذ نعومة أظافره بإزالة خلافة المسلمين الخلافة العباسية السنية وإقامة دويلة الروافض ورد حق آل البيت، ومن أجل هذا الهدف تدرع بالتقية، وتدثر بالخداع والمكر، ولم أيبدى ما أيعتقد ولم أيجهر بما يعتمل قلبىه من كره وبغض المسلمين، وقرر أن يلتحق بعمل قريب من دار الخلافة، حتى تمكن من تحقيق وتنفيذ مخططاته .
وبالفعل التحقت كاتبا بدار الخلافة فى آخر عهد الخليفة العباسى 'الناصر لدين الله' ومازل يترقى فى عمله بإخلاص وأرضى رؤسائه فى العمل حتى أصبح أستاذ دار الخلافة فى عهد الخليفة 'المستنصر بالله' ووثقت صلته بولده 'عبد الله' الذى كأن أعلم جيداً أن الخلافة ستصير إليه، وكان 'عبد الله' هذا طيباً فيه كثير من سلامة الصدر، وربما يكون فيه غفلة كبيرة وضعف فى الشخصية، فتقربت منه جداً، فلما تولى الخلافة سنة 640هجرية، لم يلبث حتى أمر بتعينى فى أخطر منصب باالخلافة وهو منصب 'الوزارة' وتحققت المرحلة الأولى من حلمى وأصبح وزيراً للدولة العباسية، المتحكم فيها، الآمر الناهى فى حكومتها
بدأ العمل تدريجياً من أجل إضعاف الدولة العباسية، وذلك كالآتى :-
1. عمل على تقليل عدد الجيش المدافع عن بغداد لأنه كان كبيراً وجيد التجهيز، فلقد كان يبلغ أكثر من مائة ألف مقاتل، منهم الأمراء الكبار، والفرسان الأبطال، فاجتهد فى صرفهم عن الخدمة، وتقليل هذا الجيش العرمرم حتى صار عشرة ألف مقاتل، لا حوا لهم ولا قوة، لا يردون عادي .
2. عمل على زيادة نفقات الخليفة الغافل، فبني له القصور، ودبر له الأموال، من حلالها وحرامها لتمتلأ خزائن الخليفة، و أقم الولاءم الكبيرة التى ينفق عليها بالأموال الطائلة، ولكسب رضى مولاى الخليفة الخليفه الغافل
قام فى مراسلة التتار وكبيرهم 'هولاكو' فأظهرت له الود والولاء والنصحالذى ساعده على ذلك أخوه فى الرفض والتشيع [U][I][B]'نصر الدين الطوسى'[/B][/I][/U] الذى سهل له الاتصال بهولاكو
الطوسى كان يعمل وزيراً وناصحاً'لهولاكو ، وهو الذى شجعه على التقدم إلى بلاد ا الخلافة ، بعدما وقف عند منتصف الهضبة الإيرانية ولم يتقدم ، فعرض على 'هولاكو' القدوم إلى بغداد والإستيلاء عليها وإسقاط الدولة العباسية، كان هذا الأمر يوافق هوى عنده، لأن زوجته النصرانية، كانت تحرضه ليل نهار على سفك دماء المسلمين
وسفارات البابا 'أوسنت الرابع' كانت تأتيه تعرض عليه نفس الفكرة، فاقتنع 'هولاكو' بالفكرة التى تضافرت عليها جهود ابن العلقمي وأخوه 'نصير الدين الطوسى' وزوجة هولاكو الصليبية وسفارات بابا 'أوسنت الرابع' .
وهكذا يامالكى اكتملت المؤامرة التى أنسج خيوطها واحبكها ابن العلقمي !
فالخلافة فى الداخل فى غاية الضعف والجيش فى غاية القلة والخليفة فى غاية الغفلة وبالفعل جاء هولاكو بجيش مهول يقدر بمائتى ألف مقاتل، واهتزت بغداد بأسرها، وحار الخليفة الغافل ماذا يفعل ؟
فأشر عليه ابن العلقمي بمشورة زادت من الطين بلة، بأن يرسل هدايا هزيلة لهولاكو، ليظهر أنه لا يخاف منه، وأن مقام الخليفة عال لا يرام، ابن العلقمي يعلم عقلية الطاغية هولاكو بأن هذا الأمر سيجعله غضباً، وقد كان. وهجم التتار بجيش على حاضرة الخلافة المسكينة فى 1 صفر سنة 656 هجرية، فلم تصمد على القتال سوى أربعة أيام ثم انهارت
فخرج ابن العلقمي وأهله و الروافض، للقاء الطاغية هولاكو هولاكوز
و أظهر ابن العلقمي للناس أنهى خارج للتفاوض مع الطاغية هولاكو ، ثم عد بعد الاتفاق مع هولاكو، على استدراج الخليفة وكبار أمرائه وقواده والعلماء والأعيان وسادة البلد الذين يستطيعون أن يقودوا البلد وقت الشدائد، وعد إلى بغداد، وأقنع الخليفة الأحمق الغافل أن يخرج للقاء هولاكو بمعسكره، فخرج الغافل ومعه سبعمائه رجل من القضاة والفقهاء والعلماء والامراء والقاده ، للتفاوض مع هولاكو كما أقنعهم ابن العلقمي على إقتسام خراج العراق، نصف للتتار ونصف للخليفة، فلما وصلوا إلى معسكر هولاكو قتلوا جميعاً شر قتلة إلا الخليفة المسكين المذعور الذى رأى بأم عينيه ما أروعه من مشهد ذبح السبعمائة سنى
ولا تعلم مدى المجهود الذى بذله ابن العلقمي والطوسى، من أجل إقناع 'هولاكو' أن يقتل خليفة المسلمين المستعصم، فلقد كان متخوفاً من عواقب قتل الخليفة، وثورة المسلمين فى كل مكان، ولكنن أقنعه فى النهاية فقتل الخليفة المستعصم وكانت هذه اللحظة هى اأروع حلم وواقع فى حياته ، فلقد انهارت أخيراً الخلافة السنية بعد قرون من حكم البلاد .
ثم مال التتار كالوحوش الكاسرة على أهل بغداد، وقتلوا أهلها جميعاً ماعدا [U][I][B]اليهود والنصارى الروافض التشيعه[/B][/I][/U] فقتلوا قرابة المليونين من الرجال والنساء والأطفال، ودمروا المدينة ، ولا بأس بذلك فهم أهل السنة، دمائهم حلال لنا، مباح سفكها، ولإستعادة حقنا المنهوب وإعادة حق قائم آل محمد! ولرفع الظلم عنا ! ومن أجل الحلم الكبير إقامة الحكومة الرافضية .
وقام هولاكو بمكافأته وتعيينه فى منصب الوزارة، ورغم أنه وزيراً من قبل وعند خليفة المسلمين وعامل بمنتهى التعظيم والاحترام وكلمته هى النافذة فى بلاد الخلافة العراق إلا أن منصب الوزارة هذه المرة له مذاق آخر
فلقد ذهبت الخلافه الاسلاميه دولة السنه إلى غير رجعة، وكان على أن أبدأ الخطوات التنفيذية لإقامة الخلافة الشيعية والحكومة الرافضية ولكن حدث ما لم يكن فى حسبانه حدث ما الذى أنا وأنت وعلى دربه يعرفهه وأنصحك به أتدرى ما حدث بعد ذلك ؟
أكيد أنت تدرى ، فهو مكتوب فى كتب التاريخ معلوم للجميع، وإياك أن تغتر بما كتبه 'ابن طباطبا' فى كتابه 'الفخرى فى الآداب السلطانية'، فهو رافضى ولا يحب أن يذكر للناس نهايته ومأساته
تصور أننه بعدما أصبح وزيراً عند دولة التتار على بغداد وتخيل أن الدنيا قد أقبلت علي معاشر الروافض، وإذا بهولاكو ينصب رجلاً على بغداد اسمه [B][I][U]'الأمير على بهاور'[/U][/I][/B] ورغم أنه شيعى ولكنه رفض التعامل معى وهمشنى تماماً، تصور لقد أذلنى التتار وعاملونى بمنتهى الاحتقار، تخيل وأننى وزيراً أركب على حصان قصير ، بعدما كنت أسير أيام العباسيين فى موكب فخم ضخم يحيط بى الغلمان والفرسان من كل مكان، أصبحت مثل أقل خادم يعمل عند أحد حراسى الذين كانوا يقفون على بابى أيام العباسيين
عاملنى التتار بمنتهى الإهانة والإذلال، فأصابنى الهم والحزن الشديد، وركبنى من الغيظ والنكد ما فرق قلبى، ولا أنسى يوم قابلتنى فيه امرأة عجوز، وقد رأتنى وأنا على حصانى القصير الضعيف، فقالت لى
'يا ابن العلقمى أهكذا كان بنو العباس يعاملونك ؟'
فوقعت كلماتها كالسهم فزادتنه غماً وحزناً على ما فيه، فلقد انهارت أحلامه وتبخرت آماله، وأصبح كل من التتار والمسلمين يهينونهى ويذلونه، ونظموا فى الشعر، فقالوا … يا فرقة الإسلام نوحوا واندبوا **** أسفاً على ما حل بالمستعصمدست الوزارة كان قبل زمانه **** لابن الفرات فصار لابن العلقمى
[ وابن الفرات هذا كان وزيراً فى عهد الخليفة العباسى المقتدر بالله، وكان باطنياً ردىء العقيدة، وتسبب فى اضرابات وفتن انتهت بمقتل المقتدر بالله سنة 328 هجرية ]
وهكذا اجتمعت الهموم والأحزان والآلام، فذل الإهانة والمعاملة السيئة من التتار ، فلم يقو قلبه المشحون بكل هذه الأحزان والهموم على الاحتمال وقد جاوز الستين من عمره، ولم يمض على سوى بضعة شهور انفطر قلبه بعدها وانصدع ، فمت مهموماً محزوناً منكوراً فى 1 جمادى الأخر سنة 656 هجرية، أى بعد أقل من خمسة شهور من سقوط العباسيين، وهذه كانت نهايته
وعين نصيحتى وغاية مقالتى، فاعتبر بما جرى لى ، ولا تبع نفسك لأعداء الإسلام مهما كان المقابل والثمن، ، وإلا فالهوان والآلام والذل والأحزان هم المصير الذى ينتظرك، وكما قالوا العاقل من اعتبر بغيره ولم يعتبر به غيره . ابن العلقمى"
No comments:
Post a Comment